السلام عليكم
من أحدى التقارير التي قدمتها ، وكان في مقرر تاريخ المغرب والاندلس ، تاريخ 415 ، وكان الموضوع هو عن حاكم اشبيلية ، والذي شاهد مسلسل ملوك الطوائف يعرف هذه الشخصية، وأتمنى أن يحوز على رضاكم .
المُعْـتَمِد بن عَباد
المعتمد بن عباد شخصية تاريخية مميزة ، ويعتبر من أبرز حكام الطوائف ، فلقد استطاع بحنكته ان يجمع صفوف الطوائف المتناحرة فيما بينها ، وقد استعان بيوسف بن تاشفين زعيم المرابطين من اجل القضاء على مسحي الشمال وعلى رأسهم قائدهم الفونس السادس الذي سيطر على طليلطلة والتي تعتبر رمزا ً لوحدة الأندلس .
من هو المعتمد :
هو المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي إشبيلية بن أبي الوليد إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي ، وهو بذلك من ولد النعمان ابن المنذر اللخمي آخر ملوك الحيرة . وحكم المعتمد على مدينتي قرطبة واشبيلية . وما والاهما من جزية الأندلس .
وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة 431 هـ بمدينة باجة من بلاد الأندلس ، وتوفي في السجن بأغمات لإحدى عشر ليلة خلت من شوال ، وقيل في ذي الحجة ، سنة 488 هـ . وصل الى الحكم بعد والده المعتضد ، فلقد توفي والده في عام 461 هـ ، أثرعلة الذمجة ، فلم تطل مدتها وقضى نحبه ، وخلفه ابنه المعتمد .
الاوضاع في الأندلس :
بعد أن عاش المسلمون فترة تكاتف كبير في ظل الدولة الأندلسية هاهم في هذه الأثناء يعيشون فترة الضعف الشديد جدا ً ، فعندما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس ، قام كل من كان له أطماع من أمراء الأندلس ببناء دولة منفصلة ، ويأسس لنفسه ولأهله وذويه دولة مستقلة عن كيان الأندلس ، فبلغت الدول في الأندلس اثنان وعشرون دولة .
ويصف المؤرخ عبد الواحد المراكشي أحوال الأندلس و تنازع ملوك الطوائف قبل قدوم إبن تاشفين بقوله :و لم يزالوا كذلك و أحوال الأندلس تضعف و ثغورها تختل ، و مجاوروها من الروم تشتد أطماعهم و يقوى تشوفهم ، إلى أن جمع الله الكلمة و رأب الصدع ،و نظم الشمل، و حسم الخلاف ، و أعز الدين ، و أعلى كلمة الإسلام ، و قطع طمع العدو ؛ بيمن نقيبه أمير المسلمين و ناصر الدين أبي يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتوني .
دوره في استقدام المرابطين :
كانت الدويلات تدفع الإتاوات لألفونس السادس ملك قشتالة للحفاظ على وجودها , إلا أن احتلال ألفونس لطليطلة نبه الولاة إلى الخطر الذي كان يحيط بهم ، فاتصل المعتمد بن عباد أمير إشبيلية بشيوخ قرطبة و عرض عليهم الاستنجاد بالمرابطين فوافقوه ، و بعدها كاتب صاحب بطليوس و غرناطة و طلب منهما أن يرسل كلاً منهما قاضي حضرته للتباحث في هذا الأمر فوافقوا عليه أرسل وفداً ضم القضاة و الوزير ابن زيدون ليوسف بن تاشفين أمير المرابطين في مراكش ، فدعوه للعبور للأندلس و إنقاذها قبل أن تسقط في أيدي النصارى فلبى دعوتهم .
دوره في معركة الزلاقة :
استقبل المعتمد يوسف بن تاشفين ، وأكرمه وأحسن استقباله ، وبدءوا بتجميع الجيش، فلما اجتمعت الجيوش قسمها معسكرين ، معسكر مرابطي بقيادة يوسف بن تاشفين ، و معسكر أندلسي بقيادة المعتمد بن عباد و عسكر بين بطليوس و قوريه ، في موقع يعرف باسم الزلاقة .
لما وصلت أخبار المرابطين لألفونس السادس ملك قشتالة كان محاصراً لسرقسطة إلى أنه اضطر لفك الحصار و العودة لطليطلة حيث كاتب ملوك النصارى يطلب منهم العون لوقف المد المرابطي . فاستجابوا له ، و سار بجيوشه للقاء المسلمين ، فكانت معركة الزلاقة التي انتهت بنصر مؤزر للمسلمين .
وثبت المعتمد في ذلك اليوم ثباتا ً عظيما ً، وأصابته عدة جراحات ، وشهد له بالشجاعة .
قائمة المصادر :
1) ابي العباس شمس الدين أحمد بن ابي بكر بن خلكان : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان مج 5 ، حققه : إحسان عباس .دار صادر , بيروت , 1977م .
2) عبد الواحد المراكشي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . لجنة إحياء التراث الإسلامي , القاهرة , 1963م .
3) الذهبي : سير أعلام النبلاء مج 5 ، حققه : إحسان عباس .دار صادر , بيروت , 1977م .
المرجع :
1- د. حمدي عبد المنعم محمد حسين : تاريخ المغرب و الأندلس في عصر المرابطين .مؤسسة شباب الجامعة للنشر و التوزيع , الإسكندرية , 1986م .
من أحدى التقارير التي قدمتها ، وكان في مقرر تاريخ المغرب والاندلس ، تاريخ 415 ، وكان الموضوع هو عن حاكم اشبيلية ، والذي شاهد مسلسل ملوك الطوائف يعرف هذه الشخصية، وأتمنى أن يحوز على رضاكم .
المُعْـتَمِد بن عَباد
المعتمد بن عباد شخصية تاريخية مميزة ، ويعتبر من أبرز حكام الطوائف ، فلقد استطاع بحنكته ان يجمع صفوف الطوائف المتناحرة فيما بينها ، وقد استعان بيوسف بن تاشفين زعيم المرابطين من اجل القضاء على مسحي الشمال وعلى رأسهم قائدهم الفونس السادس الذي سيطر على طليلطلة والتي تعتبر رمزا ً لوحدة الأندلس .
من هو المعتمد :
هو المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي إشبيلية بن أبي الوليد إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي ، وهو بذلك من ولد النعمان ابن المنذر اللخمي آخر ملوك الحيرة . وحكم المعتمد على مدينتي قرطبة واشبيلية . وما والاهما من جزية الأندلس .
وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة 431 هـ بمدينة باجة من بلاد الأندلس ، وتوفي في السجن بأغمات لإحدى عشر ليلة خلت من شوال ، وقيل في ذي الحجة ، سنة 488 هـ . وصل الى الحكم بعد والده المعتضد ، فلقد توفي والده في عام 461 هـ ، أثرعلة الذمجة ، فلم تطل مدتها وقضى نحبه ، وخلفه ابنه المعتمد .
الاوضاع في الأندلس :
بعد أن عاش المسلمون فترة تكاتف كبير في ظل الدولة الأندلسية هاهم في هذه الأثناء يعيشون فترة الضعف الشديد جدا ً ، فعندما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس ، قام كل من كان له أطماع من أمراء الأندلس ببناء دولة منفصلة ، ويأسس لنفسه ولأهله وذويه دولة مستقلة عن كيان الأندلس ، فبلغت الدول في الأندلس اثنان وعشرون دولة .
ويصف المؤرخ عبد الواحد المراكشي أحوال الأندلس و تنازع ملوك الطوائف قبل قدوم إبن تاشفين بقوله :و لم يزالوا كذلك و أحوال الأندلس تضعف و ثغورها تختل ، و مجاوروها من الروم تشتد أطماعهم و يقوى تشوفهم ، إلى أن جمع الله الكلمة و رأب الصدع ،و نظم الشمل، و حسم الخلاف ، و أعز الدين ، و أعلى كلمة الإسلام ، و قطع طمع العدو ؛ بيمن نقيبه أمير المسلمين و ناصر الدين أبي يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتوني .
دوره في استقدام المرابطين :
كانت الدويلات تدفع الإتاوات لألفونس السادس ملك قشتالة للحفاظ على وجودها , إلا أن احتلال ألفونس لطليطلة نبه الولاة إلى الخطر الذي كان يحيط بهم ، فاتصل المعتمد بن عباد أمير إشبيلية بشيوخ قرطبة و عرض عليهم الاستنجاد بالمرابطين فوافقوه ، و بعدها كاتب صاحب بطليوس و غرناطة و طلب منهما أن يرسل كلاً منهما قاضي حضرته للتباحث في هذا الأمر فوافقوا عليه أرسل وفداً ضم القضاة و الوزير ابن زيدون ليوسف بن تاشفين أمير المرابطين في مراكش ، فدعوه للعبور للأندلس و إنقاذها قبل أن تسقط في أيدي النصارى فلبى دعوتهم .
دوره في معركة الزلاقة :
استقبل المعتمد يوسف بن تاشفين ، وأكرمه وأحسن استقباله ، وبدءوا بتجميع الجيش، فلما اجتمعت الجيوش قسمها معسكرين ، معسكر مرابطي بقيادة يوسف بن تاشفين ، و معسكر أندلسي بقيادة المعتمد بن عباد و عسكر بين بطليوس و قوريه ، في موقع يعرف باسم الزلاقة .
لما وصلت أخبار المرابطين لألفونس السادس ملك قشتالة كان محاصراً لسرقسطة إلى أنه اضطر لفك الحصار و العودة لطليطلة حيث كاتب ملوك النصارى يطلب منهم العون لوقف المد المرابطي . فاستجابوا له ، و سار بجيوشه للقاء المسلمين ، فكانت معركة الزلاقة التي انتهت بنصر مؤزر للمسلمين .
وثبت المعتمد في ذلك اليوم ثباتا ً عظيما ً، وأصابته عدة جراحات ، وشهد له بالشجاعة .
قائمة المصادر :
1) ابي العباس شمس الدين أحمد بن ابي بكر بن خلكان : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان مج 5 ، حققه : إحسان عباس .دار صادر , بيروت , 1977م .
2) عبد الواحد المراكشي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . لجنة إحياء التراث الإسلامي , القاهرة , 1963م .
3) الذهبي : سير أعلام النبلاء مج 5 ، حققه : إحسان عباس .دار صادر , بيروت , 1977م .
المرجع :
1- د. حمدي عبد المنعم محمد حسين : تاريخ المغرب و الأندلس في عصر المرابطين .مؤسسة شباب الجامعة للنشر و التوزيع , الإسكندرية , 1986م .
